المادة    
المقدم: فضيلة الشيخ! نتمنى أن تتحفنا بمشاركاتك المثمرة كعادتك كتب الله أجرك.. ما هي أبرز الإيجابيات التي قدمتها الصحوة الإسلامية خلال المرحلة الماضية في رأيكم؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
في الحقيقة ينبغي أن أعتذر للإخوة المشاهدين أولاً؛ لأن موضوعاً مثل هذا لا يمكن أن يوفى حقه في حلقة أو حلقات فضلاً عن أن أتحدث عنه في دقائق.
لكن على أية حال أقول: إن مجرد إثارة الموضوع هو في الحقيقة أمر جدير بأن يهتم به, فإثارته عظيمة، وفائدته كبيرة، والإيجابيات التي قدمتها الصحوة الإسلامية قائمة ومشاهدة وملموسة؛ حيث إنها قد فرضت نفسها على مسار التاريخ، وعلى الأحداث العالمية برمتها، ولم تعد هماً انفرادياً كما كانت قبل عقود قريبة؛ بل أصبحت الآن هماً عالمياً, فهناك مؤتمرات عالمية, وقوى عالمية في الشرق والغرب، تهتم بها بغضاً أو عداوة أو ما شابه ذلك.
وأبرز مثال على ذلك: تحول الاعتزاز بالإسلام، والاعتقاد بأنه الحق من عقيدة إلى عمل إلى مقاومة إلى مواجهة، وأنا في قراءتي -ودائماً أنا أقرأ ردود الأفعال عند الأحزاب في الغرب وغيرهم- لمست ورأيت أن مفكرين متعمقين يتعجبون من قوة اختراق هذه الصحوة لكثير مما يرونه من العوائق أو السنن التي لا يمكن تاريخياً أو من حتى وجهة نظرهم أن تخترق.
فعلى سبيل المثال العاجل: المقاومة في فلسطين وفي العراق تعجب منها الغرب دون سواها؛ مع أن أمريكا ومن معها احتلت ألمانيا واليابان؛ ولم يوجد شيء عجيب في ذلك؛ لكن المقاومة العراقية فضلاً عن الانتفاضة أحدثت شيئاً عجيباً جداً؛ فقد غيرت نظرة الناس إلى مقومات النصر, ومقومات الهزيمة، وفرضت نفسها على شعوب وأمم كثيرة، وأصبحت تطمح في أن تتابعها في ذلك.